خطبة الجمعة القادمة بعنوان : السكينة والطمأنية وفضائل العشر ، للشيخ أحمد دهشان
خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ أحمد دهشان ، بتاريخ 16 رمضان المبارك 1444هـ ، الموافق 7 أبريل 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بصيغة word بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ أحمد دهشان
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بصيغة pdf بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ أحمد دهشان
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م ، بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للشيخ أحمد دهشان ، كما يلي:
الطمأنينةُ والسكينةُ في القرآنِ وفضلُ العشرِ
مِن رحمةِ اللهِ تعالي بالخلقِ أنْ أوجدَهُم مِن العدمِ فسواهُم وأحسنَ صورَهُم ورزقَهُم مِن الطيباتِ ثُم أرسلَ إليهم الرسلَ فبيّنُوا الحلالَ والحرامَ وفصّلُوا الأحكامَ. فالسعيدُ مَن هداهُ ربُّهُ إلي اتباعِ الرسلِ والشقيُّ مَن تولّي وأعرضَ قالَ تعالي { فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ١٢٣} [طه: 123]، وقالَ تعالي { وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤} [طه: 124]، فالخيرُ والرحمةُ والطمأنينةُ والسكونُ في اتباعِ أوامرِ اللهِ فهو الذي خلقَ النفوسَ ويعلمُ ما يصلحُهَا قالَ تعالي {وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا ٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ١٠} [الشمس: 7-10]، والشرُّ كلُّ الشرِ في الإعراضِ عن ذكرِ اللهِ تعالي وهديهِ، فإنَّ المصائبَ والنقمَ والشعورَ بالخوفِ وفقدانَ الأمنِ والطمأنينةِ لا يأتي إلّا مع المعاصِي والشهواتِ، وإنَّ السكينةَ والطمأنينةَ لا تكونُ إلّا بطاعةِ اللهِ وذكرهِ قالَ تعالي { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ ٢٨ } [الرعد: 28]، واعلمْ أنَّ قوامَ العيشِ يكونُ في الطمأنينةِ والسكينةِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا .
فالإنسانُ عليهِ أنْ يجتهدَ في تحصيلِ ما يُؤدّي به إلى الطمأنينةِ حتى ينادَي عليهِ { يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ٢٨ فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي ٢٩ وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي ٣٠ } [الفجر: 27-30] .
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : السكينة والطمأنية وفضائل العشر
والطمأنينةُ هي عبارةٌ عن سكونِ القلبِ ورضاهُ وعدمِ شعورهِ بالقلقِ وهو يواجهُ أقدارَهُ في الحياةِ. مِن حياةٍ وموتٍ وصحةٍ ومرضٍ وفقرٍ وغني، وتتحققُ الطمأنينةُ بالإيمانِ باللهِ تعالي؛ لأنَّ المؤمنَ إيمانًا صادقًا لا يخافُ مِن شيٍء في هذه الحياةِ الدنيا، فهو يعلمُ أنَّ ما يصيبُهُ مِن شيءٍ ما هو إلّا بمشيئةِ اللهِ تعالَي { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٥١ } [التوبة: 51]، فالمؤمنُ الصادقُ يعلمُ أنَّ اللهَ قد قسّمَ الأرزاقَ والرزقَ بيدهِ تعالي فلا يخافُ مِن الفقرِ فتطمئنَّ نفسُهُ، قالَ تعالى {ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ ٢٦} [الرعد: 26]، لذلك تجدُ المؤمنَ الصادقَ آمنَ النفسِ مطمئنَّ القلبِ يغمرهُ الشعورَ بالرضَا وراحةَ البالِ.
ومِن أهمِّ الأشياءِ التي تجعلُ القلبَ في سكينةٍ واطمئنانٍ تلاوةُ كتابِ ربِّنَا وها نحنُ في شهرِ القرآن فلنكثرْ مِن تلاوةِ القرآنِ والذكرِ، قال تعالي { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ ٢٣ } [الزمر: 23]، وقالَ تعالي { يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ ٥٧ } [يونس: 57]، واعلمْ بأنَّ السكينةَ ملازمةٌ ومصاحبةٌ لِمَن اشتغلَ بتلاوةِ القرآنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ).
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : السكينة والطمأنية وفضائل العشر
وعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ( قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ وَفِي الدَّارِ الدَّابَّةُ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ فَسَلَّمَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ أَوْ سَحَابَةٌ غَشِيَتْهُ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ اقْرَأْ فُلَانُ فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ).
ولكي يطمئنَّ القلبُ لابُدَّ أنْ نخليَهُ مِن الرزائلِ ونحليَهُ بالفضائلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ. قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ.
وعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ : ” دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ) أي الصِّدقُ يطمئنُّ إليهِ قلبُ السّامعِ، ويجدُ عندَهُ سكونًا إليهِ، والكذبُ يُوجبُ لهُ اضطرابًا وارتيابًا قال ﷺ (الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ .
) وها هو ﷺ في يومِ الأحزابِ ينقلُ التّرابَ- وقد وارَى التّرابُ بياضَ بطنهِ- وهو يقولُ:
لولا أنتَ ما اهتدينَا … ولا تصدّقنَا ولا صلّينَا
فأنزل السّكينةَ علينا … وثبّتْ الأقدامَ إنْ لاقينَا
إنّ الأُلى قد بغُوا علينِا … إذا أرادُوا فتنةً أبينَا
الطّمأنينةُ دليلُ اتّصافِ المرءِ بالحياءِ وكفى بالحياءِ خُلقًا حميدًا فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : السكينة والطمأنية وفضائل العشر
قال مالكُ بنُ أنسٍ- رحمه اللهُ-: «حقٌّ على مَن طلبَ العلمَ أنْ يكونَ لهُ وقارٌ وسكينةٌ وخشيةٌ. والعلمُ حسنٌ لِمَن رُزِقَ خيرهُ»
الطّمأنينةُ عندَ الموتِ دليلُ رضا اللهِ- عزّ وجلّ- وبُشرى لصاحبِهَا بدخولِ الجنّةِ، أخرجَ ابنُ أبي حاتمٍ عن الحسنِ- رضي اللهُ عنه- في قولهِ تعالى يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ قال: «إنّ اللهَ إذا أرادَ قبضَ عبدهِ المؤمنِ اطمأنّتْ النّفسُ إليهِ، واطمأنَّ إليهَا، ورضيتْ عن اللهِ، ورضيَ اللهُ عنها أمرَ بقبضِهَا فأدخلَهَا الجنّةَ وجعلَهَا مِن عبادهِ الصّالحين».
عن قتادةَ في قولهِ تعالَى يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ قال: هذا المؤمنُ اطمأنَّ إلى ما وعدَ اللهُ»
وها نحن أحبتي مقبلونَ على العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ وكان ﷺ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ ما لا يجتهدُ في غيرِهَا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.
فحريٌّ على كلِّ مسلمٍ أنْ يقتدِي بالحبيبِ ﷺ وألّا يضيعَ هذه الساعاتِ المباركةَ وهذه الليالي والأيامَ فإنَّا لا ندرِي هل ندرِكُ هذه الأيامَ مرةً أُخري أم لا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف